أدبقصة

5 قصص قصيرة جدا

الطريق إلى المقبرة
على يساري رأيت لافتة ربيعية اللون، كتب عليها (الطريق إلى المقبرة).
بعد خمسين متراً كانت هناك فتحة للرجوع (U)، دخلتها بسيارتي، ثم اتجهت إلى المقبرة.
أوقفت السيارة، مشيت إلى داخلها، فتبعني حارس الموتى صامتاً وأنا أنظر القبور الطويلة المتشابهة.
كنت أبحث عن قبر أقصر قليلاً، فرأيته على بعد أمتار، اقتربت، فرأيت آخر أقصر منه، ربما لطفل في الثالثة.
جلست، قرأت الفاتحة، نهضت، قلت مودعاً:
يا ليتني كنت مكانك!

موجة
نظر إلى البحر، رآه يركب موجة عالية. قال لنفسه:
ما خبرته يمشي صحيحاً على الأرض، فكيف صعد الموجة؟

عودة الجنون
حين انتابه الجنونُ ثانيةً، رأى في النار ألوان قزح، ورأى الدم مشروباً غازيّاً، فأضرم النار في ثوبه.

حلاق بغداد
شعر لحيته وشاربيه صار طويلاً وملفتاً. جلس على كرسي قديم، في محل للحلاقة يطل من بعيد على شارع المنصور.
سأله الحلاق على غير عادته: أتريد حلاقة موديل (ما قبل أو ما بعد الاحتلال؟)
قال: أكيد، ما بعد الاحتلال.
أعد الحلاق الشفرة والصابون والمنشفة، وأنجز مهمته بسرعة ملفتة.
عاد صاحبنا إلى منزله، كانت الدهشة على وجوه أفراد أسرته.
قال مستدركاً:
أتصدقون، ما عرفتكم.
في اليوم التالي، أخبروه أن الحلاق كان يخفي جثة سيدة مجهولة الهوية، ورأس رجل بدون جثة.

أطول قصة قصيرة جداً
قال بصوتٍ متهدج:
هـًرمْنا.. هرمنا في انتظار هذه اللحظة التاريخية.
فلم نقو على الكلام!

اظهر المزيد

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى